سورة طه - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


{ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي} سِرْ بهم ليلاً من أرض مصر {فاضرب لهم} بعصاك {طريقاً في البحر يبساً} يابساً {لا تخاف دركاً} من فرعون خلفك {ولا تخشى} غرقاً في البحر.
{فأتبعهم} فلحقهم {فرعون بجنوده فغشيهم من اليم} فعلاهم من البحر {ما غشيهم} ما غرَّقَهم.
{وأضل فرعون قومه وما هدى} ردَّ عليه حيث قال: {وما أهديكم إلاَّ سبيل الرشاد} ثمَّ ذكر مِننه على بني إسرائيل فقال: {قد أنجيناكم من عدوكم} فرعون {وواعدناكم} لإِيتاء الكتاب {جانب الطور الأيمن} وذلك أنَّ الله سبحانه وعد موسى أن يأتي هذا المكان، فيؤتيه كتاباً فيه الحلال والحرام والأحكام، ووعدهم موسى أن يأتي هذا المكان عند ذهابه عنهم {ونزلنا عليكم المنَّ والسلوى} يعني: في التِّيه.
{كلوا} أيْ: وقلنا لهم: كلوا {من طيبات} حلالات {ما رزقناكم ولا تطغوا} ولا تكفروا النِّعمة {فيه فيحلَّ} فيجب {عليكم غضبي ومن يحلل} يجب {عليه غضبي فقد هوى} هلك وصار إلى الهاوية.
{وإني لغفار لمن تاب} من الشِّرك {وآمن} وصدَّق بالله {وعمل صالحاً} بطاعة الله {ثمَّ اهتدى} أقام على ذلك حتى مات عليه.


{وما أعجلك عن قومك} يعني: السَّبعين الذين اختارهم، وذلك أنَّه سبقهم شوقاً إلى ميعاد الله، وأمرهم أن يتَّبعوه، فذلك قوله: {قال هم أولاء على أثري} يجيئون بعدي {وعجلت إليك} بسبقي إيَّاهم {لترضى} لتزداد عني رضىً.
{قال فإنا فد فتنا قومك} أَيْ: ألقيناهم في الفتنة واختبرناهم {من بعدك} من بعد خروجك من بينهم {وأضلهم السامريُّ} بدعائهم إلى عبادة العجل.
{فرجع موسى إلى قومه غضان أسفاً} شديد الحزن. {قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً} أنَّه يعطيكم التَّوراة صدقاً لذلك الموعد. {أفطال عليكم العهد} مدَّة مفارقتي إيَّاكم {أم أردتم أن يحل} أن يجب {عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي} باتِّخاذ العجل ولم تنظروا رجوعي إليكم.
{قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا} باختيارنا ونحن نملك من أمرنا شيئاً، ولكنَّ السَّامريَّ استغوانا وهو معنى قوله: {ولكنا حملنا أوزاراً} أثقالاَ {من زينة القوم} من حُلي آل فرعون {فقذفناها} ألقيناها في النَّار بأمر السَّامِرِيَّ، وذلك أنَّه قال: اجمعوها وألقوها في النَّار ليرجع موسى، فيرى فيها رأيه {فكذلك ألقى السامري} ما معه من الحُلِّي في النَّار، وهو قوله: {فكذلك ألقى السامري} ثمَّ صاغ لهم عجلاً.


{فأخرج لهم عجلاً جسداً} لحماً ودماً {له خوار} صوت، فسجدوا له، وافتتنوا به، وقالوا: {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} فتركه ها هنا وخرج يطلبه. قال الله تعالى احتجاجاً عليهم: {أفلا يرون ألا يرجع} أنَّه لا يرجع {إليهم قولاً} لا يُكلِّمهم العجل ولا يجيبهم {ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً}.
{ولقد قال لهم هارون من قبل} من قبل رجوع موسى: {يا قوم إنما فتنتم به} ابتليتم بالعجل {وإنَّ ربكم الرحمن} لا العجل {فاتبعوني} على ديني {وأطيعوا أمري}.
{قالوا لن نبرح عليه عاكفين} على عبادته مقيمين {حتى يرجع إلينا موسى} فلمَّا رجع موسى.
{قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا} أخطأوا الطَّريق بعبادة العجل {أن لا تتبعني} أن تتبعني وتلحق بي وتخبرني؟ {أفعصيت أمري} حيث أقمتَ فيما بينهم وهم يعبدون غير الله!؟ ثمَّ أخذ شعر رأسه بيمينه ولحيته بشماله غضباً وإنكاراً عليه، فقال: {يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرَّقت بين بني إسرائيل} خشيت إن فارقتهم واتَّبعتك أن يصيروا حزبين يقتل بعضهم بعضاً، فتقول: أوقعتَ الفرقة فيما بينهم {ولم ترقب قولي} لم تحفظ وصيتي في حسن الخلافة عليهم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8